ألا أدلك على أبواب الخير
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ألا أدلك على أبواب الخير
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر. فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يارسول الله! أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار.قال:لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا،وتقيم الصلاة،وتؤتي الزكاة،وتصوم رمضان،وتحج البيت.
ثم قال:ألا أدلك على أبواب الخير؟قلت:بلى يا رسول الله!قال: الصوم جنة،والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار،وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين.ثم تلا قوله:{تتجافى جنوبهم عن المضاجع -حتى بلغ -يعملون} ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت:بلى يا رسول الله!قال:رأس الأمر الإسلام.وعموده الصلاة.وذروة سنامه الجهاد.ثم قال:ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت: بلى يا رسول الله!قال:كف عليك هذا.-وأشار إلى لسانه- قلت:يا نبي الله!وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟!!قال:ثكلتك أمك.وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال :على مناخرهم -إلا حصائد ألسنتهم.
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه
في الحديث فوائد عديدة نختار منها ما يلي:
فيه شدَّةِ اهتمامِ معاذٍ وغيره من الصحابة - رضي الله عنهم - بالأعمال الصَّالحة. وقد ورد في رواية عند الإمام أحمد في حديث معاذ هذا أنَّه قال : يا رسول الله ، إنِّي أريدُ أنْ أسألَكَ عن كلمةٍ قد أمرضَتنِي، وأسقمتني، وأحزنتني.
وفيه دليلٌ على أنَّ الأعمالَ سببٌ لدخول الجنَّة ، كما قال تعالى : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }فالباء هنا سببية.
وأما قولُه - صلى الله عليه وسلم - : (( لَنْ يدخُلَ أحدٌ منكُمُ الجنَّة بِعمَلِه ))
فالباء في هذا الحديث باء العوض،فالحديث دل على نفي أن يكون العمل ثمنا لدخول الجنة.[i]
في قوله : (( وإنَّه ليسيرٌ على من يسَّره الله عليه )) إشارةٌ إلى أنَّ التَّوفيقَ كُلَّه بيد الله - عز وجل - ، فمن يسَّرَ الله عليه الهدى اهتدى ، ومن لم يُيسره عليه، لم يتيسَّر له ذلك ، قالَ الله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }، وقال - صلى الله عليه وسلم -( اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ لهُ ، أمَّا أهل السَّعادة ، فيُيسَّرون لعمل أهل السَّعادة ، وأمَّا أهل الشَّقاوة ، فيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة )) ، ثم تلا - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية.
وقوله : (( الصومُ جنَّة )) فالجُنَّة : هي ما يستجنُّ بها العبد ، كالمجنِّ الذي يقيه عندَ القتالِ من الضَّرب ، فكذلك الصيام يقي صاحبه منَ المعاصي في الدُّنيا ، كما قال - عز وجل - : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }،فإذا كان له جُنَّةٌ من المعاصي ، كان له في الآخرة جُنَّةٌ من النار ، وإنْ لم يكن له جُنَّةٌ في الدنيا من المعاصي ، لم يكن له جُنَّةٌ في الآخرة من النار .
وقوله : (( والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ )) فيه دليل على أنَّ الصدقة يُكفَّر بها من السيئات، وقد قال الله - عز وجل - : { إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ }
وقوله : (( وصلاةُ الرَّجُلِ في جوف الليل )) ، يعني : أنَّها تُطفئ الخطيئة أيضاً كالصَّدقة ، ويدلُّ على ذلك ما خرَّجه الإمام أحمد من رواية عُروة بن النَّزَّال ، عن معاذ قال : أقبلنا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك، فذكر الحديثَ ، وفيه : (( الصَّومُ جنَّةٌ، والصَّدقةُ وقيامُ العبد في جوف الليل يُكفر الخطيئة )).وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ المكتوبة قيامُ الليل )).و من حديث بلال ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( عليكم بِقيام الليل ،فإنَّه دأبُ الصالحين قَبلَكُم ، وإنَّ قيامَ الليل قربةٌ إلى الله - عز وجل - ، ومنهاةٌ عن الإثم ، وتكفيرٌ للسيئات ، ومطردة للدَّاءِ عن الجسد )) .
وقال ابن مسعود : فضلُ صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية .
وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( وصلاةُ الرَّجُلِ من جوف الليل )) ذكر أفضلَ أوقات التهجُّد بالليل ، وهو جوفُ الليل.
وخرَّج الترمذي من حديثِ عمرو بن عبسة ، سمع النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكونَ ممَّن يذكر الله في تلك الساعة فكن )) ، وصححه .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (( ألا أُخبرك برأسِ الأمر وعموده وذِروة سنامه ؟ )) قلتُ : بلى
يا رسول الله ، قال : (( رأسُ الأمر الإسلام ، وعمودُه الصلاةُ ، وذِروةُ سنامه
الجهادُ ))
وأمَّا ذِروة سنامه - وهو أعلى ما فيه وأرفعه - فهو الجهاد ، وهذا يدلُّ على أنَّه أفضلُ الأعمال بعدَ الفرائض ، كما هو قولُ الإمام أحمد وغيره من العلماء .
وفي الصحيحين عن أبي ذرٍّ ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أيُّ العمل أفضلُ ؟ قال : (( إيمانٌ بالله وجهادٌ في سبيله )) .
وقوله : (( ألا أُخبرك بملاك ذلك كُلِّه )) قلتُ : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه فقال : (( كُفَّ عليك هذا )) إلى آخر الحديث . هذا يدلُّ على أنَّ كفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصلُ الخير كُلِّه ، وأنَّ من ملك لسانه ، فقد ملك أمره وأحكمه((3)) وضبطه
والمرادُ بحصائد الألسنة : جزاءُ الكلام المحرَّم وعقوباته ؛ فإنَّ الإنسانَ يزرع بقوله وعمله((2)) الحسنات والسَّيِّئات ، ثم يَحصُدُ يومَ القيامة ما زرع ، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عملٍ حَصَد الكرامةَ ، ومن زرع شرَّاً مِنْ قولٍ أو عملٍ حصد غداً النَّدامة .
وظاهرُ حديثِ معاذ يدلُّ على أنَّ أكثر ما يدخل النَّاسُ به النار النُّطقُ بألسنتهم، فإنَّ معصية النُّطق يدخل فيها الشِّركُ وهو أعظمُ الذنوب عندَ الله - عز وجل - ((3))، ويدخل فيها القولُ على الله بغير علم ، وهو قرينُ الشِّركِ ، ويدخلُ فيه شهادةُ الزُّور التي عدَلت الإشراك بالله - عز وجل - ، ويدخلُ فيها السِّحر والقذفُ وغيرُ ذلك مِنَ الكبائر والصَّغائر كالكذب والغيبةِ والنَّميمة ، وسائرُ المعاصي الفعلية لا يخلو غالباً من قول يقترن بها يكون معيناً عليها .
وفي حديث أبي هُريرة ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( أكثرُ ما يُدخِلُ النَّاسَ النارَ الأجوفان : الفمُ والفرجُ )) خرَّجه الإمام أحمد ((4)) والترمذي ((5)) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( إنَّ الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمة ما يتبيَّنُ ما فيها ، يَزِلُّ بها في النَّار أبعدَ ما بينَ المشرق والمغرب )) وخرَّجه الترمذي ((1)) ، ولفظه : (( إنَّ الرجلَ ليتكلَّم بالكلمة لا يرى بها بأساً ، يهوي بها سبعين خريفاً في النار )) .
ثم قال:ألا أدلك على أبواب الخير؟قلت:بلى يا رسول الله!قال: الصوم جنة،والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار،وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين.ثم تلا قوله:{تتجافى جنوبهم عن المضاجع -حتى بلغ -يعملون} ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت:بلى يا رسول الله!قال:رأس الأمر الإسلام.وعموده الصلاة.وذروة سنامه الجهاد.ثم قال:ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت: بلى يا رسول الله!قال:كف عليك هذا.-وأشار إلى لسانه- قلت:يا نبي الله!وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟!!قال:ثكلتك أمك.وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو قال :على مناخرهم -إلا حصائد ألسنتهم.
رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه
في الحديث فوائد عديدة نختار منها ما يلي:
فيه شدَّةِ اهتمامِ معاذٍ وغيره من الصحابة - رضي الله عنهم - بالأعمال الصَّالحة. وقد ورد في رواية عند الإمام أحمد في حديث معاذ هذا أنَّه قال : يا رسول الله ، إنِّي أريدُ أنْ أسألَكَ عن كلمةٍ قد أمرضَتنِي، وأسقمتني، وأحزنتني.
وفيه دليلٌ على أنَّ الأعمالَ سببٌ لدخول الجنَّة ، كما قال تعالى : { وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }فالباء هنا سببية.
وأما قولُه - صلى الله عليه وسلم - : (( لَنْ يدخُلَ أحدٌ منكُمُ الجنَّة بِعمَلِه ))
فالباء في هذا الحديث باء العوض،فالحديث دل على نفي أن يكون العمل ثمنا لدخول الجنة.[i]
في قوله : (( وإنَّه ليسيرٌ على من يسَّره الله عليه )) إشارةٌ إلى أنَّ التَّوفيقَ كُلَّه بيد الله - عز وجل - ، فمن يسَّرَ الله عليه الهدى اهتدى ، ومن لم يُيسره عليه، لم يتيسَّر له ذلك ، قالَ الله تعالى : { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }، وقال - صلى الله عليه وسلم -( اعملوا فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ لهُ ، أمَّا أهل السَّعادة ، فيُيسَّرون لعمل أهل السَّعادة ، وأمَّا أهل الشَّقاوة ، فيُيَسَّرون لعمل أهل الشقاوة )) ، ثم تلا - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية.
وقوله : (( الصومُ جنَّة )) فالجُنَّة : هي ما يستجنُّ بها العبد ، كالمجنِّ الذي يقيه عندَ القتالِ من الضَّرب ، فكذلك الصيام يقي صاحبه منَ المعاصي في الدُّنيا ، كما قال - عز وجل - : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }،فإذا كان له جُنَّةٌ من المعاصي ، كان له في الآخرة جُنَّةٌ من النار ، وإنْ لم يكن له جُنَّةٌ في الدنيا من المعاصي ، لم يكن له جُنَّةٌ في الآخرة من النار .
وقوله : (( والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النارَ )) فيه دليل على أنَّ الصدقة يُكفَّر بها من السيئات، وقد قال الله - عز وجل - : { إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ }
وقوله : (( وصلاةُ الرَّجُلِ في جوف الليل )) ، يعني : أنَّها تُطفئ الخطيئة أيضاً كالصَّدقة ، ويدلُّ على ذلك ما خرَّجه الإمام أحمد من رواية عُروة بن النَّزَّال ، عن معاذ قال : أقبلنا مع النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك، فذكر الحديثَ ، وفيه : (( الصَّومُ جنَّةٌ، والصَّدقةُ وقيامُ العبد في جوف الليل يُكفر الخطيئة )).وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( أفضلُ الصَّلاةِ بعدَ المكتوبة قيامُ الليل )).و من حديث بلال ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( عليكم بِقيام الليل ،فإنَّه دأبُ الصالحين قَبلَكُم ، وإنَّ قيامَ الليل قربةٌ إلى الله - عز وجل - ، ومنهاةٌ عن الإثم ، وتكفيرٌ للسيئات ، ومطردة للدَّاءِ عن الجسد )) .
وقال ابن مسعود : فضلُ صلاة الليل على صلاة النهار كفضل صدقة السر على صدقة العلانية .
وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - : (( وصلاةُ الرَّجُلِ من جوف الليل )) ذكر أفضلَ أوقات التهجُّد بالليل ، وهو جوفُ الليل.
وخرَّج الترمذي من حديثِ عمرو بن عبسة ، سمع النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( أقربُ ما يكونُ الربُّ من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكونَ ممَّن يذكر الله في تلك الساعة فكن )) ، وصححه .
وقوله - صلى الله عليه وسلم - : (( ألا أُخبرك برأسِ الأمر وعموده وذِروة سنامه ؟ )) قلتُ : بلى
يا رسول الله ، قال : (( رأسُ الأمر الإسلام ، وعمودُه الصلاةُ ، وذِروةُ سنامه
الجهادُ ))
وأمَّا ذِروة سنامه - وهو أعلى ما فيه وأرفعه - فهو الجهاد ، وهذا يدلُّ على أنَّه أفضلُ الأعمال بعدَ الفرائض ، كما هو قولُ الإمام أحمد وغيره من العلماء .
وفي الصحيحين عن أبي ذرٍّ ، قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أيُّ العمل أفضلُ ؟ قال : (( إيمانٌ بالله وجهادٌ في سبيله )) .
وقوله : (( ألا أُخبرك بملاك ذلك كُلِّه )) قلتُ : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسانه فقال : (( كُفَّ عليك هذا )) إلى آخر الحديث . هذا يدلُّ على أنَّ كفَّ اللسان وضبطه وحبسه هو أصلُ الخير كُلِّه ، وأنَّ من ملك لسانه ، فقد ملك أمره وأحكمه((3)) وضبطه
والمرادُ بحصائد الألسنة : جزاءُ الكلام المحرَّم وعقوباته ؛ فإنَّ الإنسانَ يزرع بقوله وعمله((2)) الحسنات والسَّيِّئات ، ثم يَحصُدُ يومَ القيامة ما زرع ، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عملٍ حَصَد الكرامةَ ، ومن زرع شرَّاً مِنْ قولٍ أو عملٍ حصد غداً النَّدامة .
وظاهرُ حديثِ معاذ يدلُّ على أنَّ أكثر ما يدخل النَّاسُ به النار النُّطقُ بألسنتهم، فإنَّ معصية النُّطق يدخل فيها الشِّركُ وهو أعظمُ الذنوب عندَ الله - عز وجل - ((3))، ويدخل فيها القولُ على الله بغير علم ، وهو قرينُ الشِّركِ ، ويدخلُ فيه شهادةُ الزُّور التي عدَلت الإشراك بالله - عز وجل - ، ويدخلُ فيها السِّحر والقذفُ وغيرُ ذلك مِنَ الكبائر والصَّغائر كالكذب والغيبةِ والنَّميمة ، وسائرُ المعاصي الفعلية لا يخلو غالباً من قول يقترن بها يكون معيناً عليها .
وفي حديث أبي هُريرة ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( أكثرُ ما يُدخِلُ النَّاسَ النارَ الأجوفان : الفمُ والفرجُ )) خرَّجه الإمام أحمد ((4)) والترمذي ((5)) .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( إنَّ الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمة ما يتبيَّنُ ما فيها ، يَزِلُّ بها في النَّار أبعدَ ما بينَ المشرق والمغرب )) وخرَّجه الترمذي ((1)) ، ولفظه : (( إنَّ الرجلَ ليتكلَّم بالكلمة لا يرى بها بأساً ، يهوي بها سبعين خريفاً في النار )) .
أرجو رحمة ربي- عضو ماسى
- الأوسمة :
عدد المساهمات : 452
نقاط : 904
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
العمر : 46
رد: ألا أدلك على أبواب الخير
جزاك الله خيرا
احمد حازم- عضو ماسى
- الأوسمة :
عدد المساهمات : 850
نقاط : 872
تاريخ التسجيل : 14/05/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى