أخلاقنا إلى أين ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أخلاقنا إلى أين ؟
جاء الإسلام وحمل معه الكثير من المبادئ والقيم التي سعى لترسيخها في نفوس المسلمين ، وعلى رأسها مكارم الأخلاق ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ((إنّما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق)) ، والبر الذي هو كلمة جامعة لمعاني الدين قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (( البر حسن الخلق )) . وقد وصف الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه بحسن الخلق، فقال جل وعلا: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ {القلم:4}
وحُسن الخُلق نعني به: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على ترسيخ قيمة حسن الخلق والدعوة إليه والترغيب فيه في أحاديث كثيرة منها ما وراه الإمام مالك في الموطأ بلاغا أن معاذ بن جبل قال: (( آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت رجلي في الغرز أن قال: أحسن خلقك للناس يا معاذ )). وروى الإمام أحمد وأصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم )) . وقال صلى الله عليه وسلم: (( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون . قالوا : يا رسول الله قد علمنا الثرثارين والمتشدقين فما المتفيهقون ؟ قال : المتكبرون)) . رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: (( ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق )). رواه أصحاب السنن
ولم يفتح المسلمون كثيرا من البلاد التي دخلها بقوة السلاح بل بحسن الخلق ، فدخل الناس في دين الله أفواجا عندما رأوا ما عليه المسلمون من حسن خلق .
فماذا فعلنا نحن لتطبيق هذه الأحاديث ؟ إن مما يندى له الجبين ويعتصر له القلب ألما وحسرة ما وصلت إليه أخلاق المسلمين الآن ، بل ينطبق علينا قول الإمام عندما ذهب إلى أوروبا ورأى أخلاقهم وعندما عاد وسئل عن انطباعه عن تلك الزيارة فقال : (( وجدت هناك إسلاما بلا مسلمين أما في بلاد الإسلام فوجدت مسلمين بلا إسلام ))
فماذا لو رأى الإمام ما وصلت إليه أخلاق المسلمين اليوم ؟
ماذا لو رأى كيف أصبح السب والشتم واللعن وكره المسلم لأخيه المسلم وتحقيره والتشكيك فيه وإيذاؤه بشتى الطرق من سمات هذه العصر ؟
وننسى أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (( إن سوء الخلق يفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل )) وقال صلى الله عليه وسلم : ((- أتدرون من المفلس ؟ قالوا : يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرح عليه ثم طرح في النار ))
فكم من مفلس بيننا الآن ؟
لندرك أنفسنا ونثوب إلى رشدنا ونرجع إلى أخلاق الإسلام والتغيير ممكن لقوله صلى الله عليه وسلم : ((إنما العلم بالتعلم ، و الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتوق الشر يوقه ))
و الأخلاق على ضربين، فمنه ماهو غريزي فطري جبلي ، ومنها ماهو اكتسابي يأتي بالدربة ،والممارسة والرياضة والمجاهدة ولكن لها أسباب ::ومن ذلك مايلي::
1- سلامة العقيدة : فالسلوك في الغالب ثمرة لما يحمله الإنسان من فكر ، وما يعتقده من معتقد وما يدين به من دين ، فالعقيدة الصحيحة تحمل صاحبها على مكارم الأخلاق ، كما أنها تردعه عن مساوئ الأخلاق .
2-الــدعــاء: فمن رغب بالتحلي بمكارم الأخلاق، ورغب بالتخلي من مساوئ الأخلاق ، فليلجأ إلى ربه وليرفع إليه أكف الضراعة ؛ ليرزقه الله حسن الخلق، ويصرف عنه سيئه ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثير الضراعة إلى ربه يسأله أن يرزقه حسن الخلق وكان يقول في دعاء الاستفتاح " اللهم اهدني لأحسن الأخلاق ؛ فإنه لايهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عني سيئها ؛ لايصرف عني سيئها إلا أنت "
3-المجاهدة : ذلك أن الخلق الحسن نوع من أنواع الهداية يحصل عليه المرء بالمجاهدة0
قال عز وجل: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ).
4- المحاسبة : وذلك بنقد النفس إذا ارتكبت أخلاقا ذميمة وحمْلِها على ألا تعود إلى تلك الأخلاق مرة أخرى ، مع أخذها بمبدأ الثواب إذا أحسنت وأخذها بمبدأ العقاب إذا توانت وقصرت0
5-النظر في عواقب سوء الخلق : وذلك بتأمل مايجلبه سوء الخلق من الأسف الدائم والهم الملازم ، والحسرة والندامة والبغضة في قلوب الخلق ؛ فذلك يدعو المرء إلى أن يُقصر عن مساوئ الأخلاق وينبعث إلى محاسنها0
6- الـــصـــبر: فالصبر يحمل على الاحتمال وكظم الغيظ ، وكف الأذى والحلم والأناة ، والرفق ، وترك الطيش والعجلة .
7-تكلف البِشر والطلاقة ، وتجنب العبوس والتقطيب: قال ابن حبان رحمه الله البشاشة إدام العلماء ، وسجية الحكماء ؛ لأن البشــر يطفئ نار المعـــاندة ، ويحرق هيجان المباغضة وفيه تحصين من الباغي ومنجاة من الساعي )
بل إن تبسم الرجل في وجه أخيه صدقة يثاب عليها 0
8- التغاضي والتغافل: فالتغاضي والتغافل من أخلاق الأكابر والعظماء وهو مما يعين على استبقاء المودة واستجلابها وعلى وأد العداوة وإخلاد المباغضة0 وكان الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله كثير التغاضي عن كثير من الأمور في حق نفسه ، وحينما يُسأل عن ذلك كان يقول : ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي
9- نسيان الأذية : وذلك بأن تنسى أذية من نالك بسوء ليصفو قلبك له ولا تستوحش منه ، فمن تذكر إساءة إخوانه لم تصف له مودتهم ، ومن تذكر إساءة الناس إليه لم يطب له العيش معهم ، فانس ماستطعت النسيان0
اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق ؛ فإنه لايهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنا سيئها ؛ لايصرف عني سيئها إلا أنت
أرجو رحمة ربي- عضو ماسى
- الأوسمة :
عدد المساهمات : 452
نقاط : 904
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
العمر : 46
رد: أخلاقنا إلى أين ؟
جزاك الله خيرا
احمد حازم- عضو ماسى
- الأوسمة :
عدد المساهمات : 850
نقاط : 872
تاريخ التسجيل : 14/05/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى