العدل أم المساواة ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العدل أم المساواة ؟
كثيرا ما نسمع شعار المساواة بين الرجل و المرأة ، وتقام المؤتمرات وترفع الشعارات مطالبة بتحرير المرأة ومساواتها بالرجل .
ولو أنصفوا المرأة وأرادوا لها الخير لطالبوا بما أمر به الإسلام ونادى به من العدل بين المرأة والرجل وليس المساواة بينهما .
فمما يخطئ الناس في فهمه قولهم : الإسلام دين المساواة ، والصحيح أن يقولوا : الإسلام دين العدل . لأن المساواة تقتضي عدم التفريق ، لكن العدل هو إعطاء كل أحدٍ ما يستحقه . ولهذا لم يأت في القران أبداً : " إن الله يأمر بالتسوية " لكن جاء : { إن الله يأمر بالعدل } النحل/90 ، { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } النساء/58 .
وكذب على الإسلام مَن قال : إن دين الإسلام دين المساواة ، بل دين الإسلام دين العدل وهو الجمع بين المتساوين والتفريق بين المفترقين .
فالإسلام لم يساو بين الرجل و المرأة في الأمور التي لو ساوى بينهما لظلم أحدهما ؛ لأن المساواة في غير مكانها ظلم .
ولكنه ساوى بينهم أمام الشرع في أحكامه ، وتكاليفه ، فلا يفرق بين الرجل والمرأة في إقامة الحدود إذا جاء أحدهم بما يستحق به جلداً ، أو رجماً ، أو قتلاً ، تتوضأ المرأة كوضوء الرجل ، وتغتسل كغسله ، وتصلي كصلاته ، وتصوم كصيامه إلا أن تكون في حال حيض أو نفاس ، وتزكي كما أنه يزكي ، وتحج كحجه – وتخالفه في يسير من الأحكام - ويجوز البيع منها ويقبل ، وكذا لو تصدقت جاز منها .
كما أن من أوجه المساواة بين الرجل والمرأة : الوعد في الآخرة بالثواب ، والجنة ، قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97.
إن حقيقة العلاقة بين الرجل و المرأة في الإسلام أنها علاقة تكاملية وليست علاقة تنافسية كما هي عند الغرب . بمعنى أن كلاً منهما يكمل الآخر .
فالإسلام ينظر إلى الرجل و المرأة على أنهما شيء واحد هو الإنسان ، وأن هذا الإنسان جنسان أو جزآن متكاملان هما الرجل و المرأة ، وأنهما ليسا متساويين في التكوين والقدرات ، وبالتالي فيستحيل أن يتساويا في الحقوق والواجبات ، لأن المساواة في أي شيء بين المختلفين نقص في العقل ، وظلم في الحكم . وإن من حكمة الله الخالق جل وعلا أنه لم يجعل الاختلاف بين الرجل و المرأة في التكوين الجسمي والنفسي اختلاف تضاد ، بل جعله اختلاف تكامل . فطبيعة الرجل الجسمانية مكملة لطبيعة المرأة ، وكل منهما لا يستغني عن أن يكمّل نفسه بالآخر، ولذلك أصبح الزواج ضرورة إنسانية ، نظراً لأن الجنسين لا يمكن أن يستقل أحدهما عن الآخر .
ولو طبقنا المساواة بالمعنى الذي ينادي به البعض فلا حق للمرأة المطلقة في نفقة بعد الزواج ، ولا حق لها في الأفضلية في حضانة الأبناء ، ولا حق لها في المهر، ولا حق لها في ساعات عمل مخفضة بسبب الرضاعة.
إن المساواة بين المرأة والرجل ظلم بيّن في حق المرأة . فالإسلام فضلها على الرجل في مسائل وفضل الرجل في أخرى كل حسب الفطرة و القدرة الجسدية . ومن هنا كان العدل في التفريق بين الرجل و المرأة في بعض الأحكام والحقوق والواجبات بحسب ما يلائم طبيعة كل منهما .
وقد ثبت في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المشتبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال )
والخلاصة أن المرأة تماثل الرجل في أمور وتفارقه في أخرى وأكثر أحكام الشريعة الإسلامية تنطبق على الرجال والنساء سواء ، وما جاء من التفريق بين الجنسين ينظر إليه المسلم على أنه من رحمة الله وعلمه بخلقه ، وينظر إليه المكابر على أنه ظلم ، ويظلّ المسلم مطمئناً بالإيمان مستسلماً لأمر الله ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) الملك/14
أرجو رحمة ربي- عضو ماسى
- الأوسمة :
عدد المساهمات : 452
نقاط : 904
تاريخ التسجيل : 30/06/2010
العمر : 46
رد: العدل أم المساواة ؟
جزاك الله خيرا
احمد حازم- عضو ماسى
- الأوسمة :
عدد المساهمات : 850
نقاط : 872
تاريخ التسجيل : 14/05/2014
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى